شبحمُقعَد
عَادَ لَيْلًا سَالِكًا دَرْبًا مُظْلِمًا غَيْرَ ذِي المـُعْتَادِ ...
إِذْ رَأَى
مَا يُشْبِهُ جَسَدًا أَعْضَاؤُهُ فِي غَيْرِ ذِي اِنْسِجَامٍ ...
أَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً ...
قَرَأَ الشَّبَحُ
فِي نَظَرَاتِهِ وَنَوَايَاهُ ذَلِكَ الخَوْفَ ...
عَادَةُ الأَشْبَاحِ
الإِهْتِزَازُ وَالوَمْضُ بَيْنَ الإِخْتِفَاءِ وَالظُّهُورِ لِإِحْدَاثِ الرَّهْبَةِ
...
غَيْرَ أَنَّ
هَذَا الشَّبَحَ قَعِيدٌ مَشْلُولٌ لَيْسَ لَهُ مِنْ سِلَاحِ التَّخْوِيفِ سِوَى جَسَدَهُ
اللاَّمُتَجَانِسِ ...
اللاَّمُتَجَانِسِ ...
لا .. لا .. بَقِيَ
مَعَهُ سِلَاحُ قَذْفِ الوَهْمِ ...
عِوَضَ أَنْ
يَتَطَايَرَ هُوَ وَيَهْتَزَّ , أَرْسَلَ كَمْشَةً مِنَ الوَهْمِ تُجَاهَ الرَّجُلِ
الَّذِي ظَلَّ الطَّرِيقَ,
فَأَمْسَى
الرَّجُلُ مُتَطَايِرًا مُهْتَزًّا وُخُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّ الشَّبَحَ هُوَ
المُهْتَزُّ ...
لَكِنَّهُ
تَذَكَّرَ التَّعَوُّذَ فَقَرأَ فَأَسْتَقَرَّ , فَأسْتَبَانَ عَجْزُ الشَّبَحِ
...
فَتَبَسَّمَ
الرَّجُلُ ضَاحِكًا أَمَامَ دَهْشَةِ ذَاكَ المُقْعَدِ ...
وَقَبْلَ
أَنْ يُغَادِرَ مُرَوِّحًا إِلَى بَيْتِهِ سَأَلَ الرَّجُلُ الشَّبَحَ
بِإِسْتِهْزَاءٍ:
هَلْ لِي
بِمُسَاعَدَتِكَ فَأُحْضِرَ لَكَ كُرْسِيًّا مُتَحَرِكًا وَأُسَاعِدُكَ لِتَعُودَ
إِلَى بَيْتِكَ.
ثُمَّ
أَرْدَفَ الرَّجُلُ قَائِلاً: اِرْسِلْ اِبْنَكَ غَدًا لَيْلاً إِلَى هُنّا فَإنّي
سَأَعُودُ وَمَعِي صَدِيقٌ
خَوَّافٌ فَرِيسَةً لَهُ كَيْ يَتَسَنَّى لَهُ التَّدَرُّبُ ... سَــــلَامٌ.
==
خَوَّافٌ فَرِيسَةً لَهُ كَيْ يَتَسَنَّى لَهُ التَّدَرُّبُ ... سَــــلَامٌ.
==
بقلم زين الدّين بوعجّاجه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق