الثلاثاء، 21 فبراير 2017

لؤلؤ ومرجان

 لؤلؤ ومرجان


   رَكِبْتُ البَحْرَ لِأَجْلِ مَهْرِهَا وَلَسْتُ عَوَّامًا , فَقَدْ طَلَبَتْ لُؤْلُؤًا ...
   غَاصَ الغَوَّاصُونَ الأَعْمَاقَ وَمَا لِي حِيلَةٌ بَيْنَهُمْ وَلَا إِحْتِرَاف ...
   جَرَّبْتُ وَكَرَّرْتُ مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ دُونَ فَلَاحٍ ...
   خَانَنِي نَفَسِي , فَكَلْكَلِي لِلْبَرِّ عَوَّادُ وَكَلْكَلَهُمْ لِلْبَحْرِ أَعْوَدُ ...
   مُلِئَتْ سِلَالُهُمْ مَا يَكْفِي عُقُودَ سِوَارِ لُؤَيٍّ لِبَنَاتِ الحَيِّ , وَسَلَّتِي خَاوِيَةٌ...
   عَرَضُوا عَلَيَّ بَعْضَهَا اِسْتِعْطَافًا وَجَبْرًا لِخَاطِرِي ...
   فَقُلْتُ لَهُمْ: عَهْدِي لَهَا لُؤْلُؤًا بِيَدِي , فَإِنْ خُنْتُ فَسَخَتْ أُصُولُ اللَّآلئِ فِي جِيدِهَا ...
   غَادَرْتُ البَحْرَ لَا الشَّاطِئَ الصَّخْرِيِّ أَحْمِلُ هَمِّي وَخَيْبَةَ أَمَلِي ...
   شُعَاعُ شَمْسِ المَغِيبِ يَنْفُذُ مَاءَ بَحْرِ الأَمْوَاجِ وَيَكْشِفُ حُمْرَةً بَدِيعَةً تسُرُّ وَتَأسَرُ نَاظِرَهَا. 
   نَظَرْتُ فَحَدَّقْتُ فَإِذَا بِي أَرَى قِطَافَ المَرْجَانِ غَيْرَ بَعِيدٍ , اَغُوصُ وَاَقْطِفُ مَا يَكْفِينِي ...
   هُوَ خَالِقِي سَمِعَ دُعَائي مَعَ لَوْعَتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي فَقَادَنِي وَقَادَهُ إِليَّ ...
   الآنَ وَمَعِي مَهْرُهَا مَرْجَانًا , تُرَى هَلْ يَبْدُلُ عِنْدَهَا اللُّؤْلُؤُ مَرْجَانًا؟
   رَجَعْتُ بَيْنَ الرَّجَاءِ بِالُقُبولِ وَالخَوْفِ مِنَ العُدُولِ .. وَقَصَصْتُ سِيرَتِي فِي سَفَرِي      

   وَتِرْحَالِي...
   قَالُوا: نَحْنُ قَوْمٌ نَرْكَبُ البَحْرَ أَبًا عَنْ جَدٍّ وَلِكُلِّ بِنْتٍ عِنْدَنَا كَيْسُ لَآلِئٍ, إِنَّمَا رَجَوْنَا 
   مِنْكَ اللُّؤْلُؤَ لِلإِخْتِبَارِ ,
   أَمَا وَقَدْ أَحْضَرْتَ المَرْجَانَ فَسَيَكُونُ مَهْرُهَا "عِقْدُ لُؤْلُؤٍ وَمَرْجَانٍ"
   === 
   بقلم زين الدين بوعجاجه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق