فيِ البَدْءِ
كَانَ الحَرْفُ فَالكَلِمَةُ ثُمَّ القِصَّةُ " تَوْأَمٌ " عُنْوَانُهـَا
...
اشْتَدَّ
عُسْرُ المَخَاضِ هَذِهِ المَرَّةَ لَيْسَ شَبِيهًا بِسَابِقِيهِ ...
فَالفَصْلُ
الأَخِيرُ مِنْهَا طَالَ تَمَامُهُ بَحْثًا عَنْ تَوْلِيفَةٍ نَامِقَةٍ لِلْخَتْمِ
...
تَعَصَّرَ
الفِكْرُ مَسْنُودًا بِإِلْهَامٍ فَاهْتَدَى ...
الفَرْحَةُ فَرْحَتَانِ
, فَالمَوْلُودُ تَوْأَمَانِ ...
بُشِّرَ الكَاتِبُ
أَنَّ قِصَّتَهُ تُنْشَرُ فِي فَضَائَيْنِ ...
مَنْسُوخَةً
عَلَى الصَّحَائِفِ كُتُبًا مِنْ وَرَقٍ ,
وَتَوْأمُهَا
رَقْمِيًا يَسْبَحُ فِي بَحْرِ البَرْقِ (النَّاتْ) ...
قُدِّرَ لَهَا
ذَيَعَانُ الصِّيتِ فِي البَحْرَيْنِ ذِي الوَرَقِ وَذِي البَرْقِ (النَّاتْ) ...
وَاَمْسَى كَاتِبُهَا
مُوَقَّرًا فِي كُلِّ نَادٍ , بِإِطْرَاءٍ وَتَكْرِيمٍ وَأَوْسِمَةٍ ...
غَيْرَ أَنَّ
التَّوْأَمَيْنِ " كِتَابُ الوَرَقِ " وَ" كِتَابُ البَرْقِ"
لَا يَلْتَقِيَانِ.
طَالَ فِرَاقُهُمَا
وَازْدَادَ الشَّوْقُ إِلَى اللُّقْيَا , فَعَالمَـَاهُمَا لَا
يَتَقَاطَعَانِ ...
...
شَابٌ كَثِيرُ
القِرَاءَةِ مُحِبٌّ لِكِتَابَةِ صَاحِبِ " تَوْأَمٌ ",
حازَ نُسْخَةً وَرَقِيَّةً مِنْهُ
وَرَاحَ يَسُوحُ بِدَاخِلِهَا مَأْخُوذًا بِأُسْلُوبِهَا كُلَّ الأَخْذِ ...
انْتَصَفَ القِرَاءَةَ فَأَجَاءَهُ سَفَرٌ عَاجِلٌ نَسِيَ الكِتَاَبَ مِنْ خَلْفِهِ
,
البَلَدُ الَّذِي حَلَّ بِهِ لَا يَتَكَلَّمُ وَلَا
يَطْبَعُ لُغَةَ كِتَابِ " تَوْأَمٌ "...
مَا عَسَاهُ فَاعِلٌ لِيُطْفِئَ لَوْعَةَ شَوْقِ قِرَاءَتِهِ ,
ثُمَّ اهْتَدَى إِلَى حَاسُوبِهِ فَاشْتَرَى نُسْخَةً رَقْمِيَّةً مِنَ الكِتَابِ
...
بِشَغَفٍ رَاحَ يُوَاصِلُ قِرَاءَةَ القِصَّةَ حَتَّى النِّهَايَةَ ...
وَاكْتَمَلَتْ فَرْحَتُهُ بِاللُّقْيَا فَرْحَتَانِ:
فَرْحَتُهُ هُوَ بِتَوَاصُلِ أَشْجَانِ التَّعَابِيرِ بَيْنَ نِصْفَيْ الكِتَابِ
وَرَقِهِ وبَرْقِهِ.
وَفَرْحَةُ اللُّقْيَا بَيْنَ الكِتَابَيْنِ التَوْأَمَيْنِ ,
مَا كَانَ لِيَخْطُرَ عَلَى بالٍ , أَنْ يَكُونَ مَكَانُ
اللِّقَاءِ غَيْرَ ذِهْنِ ذَاكَ الشَّابُ,
بِالأَقْدَارِ تَلْتَقِي كَلِمَاتُ النِّصْفَيْنِ فِي بَحْرِ الذِّهْنِ ...
===
بقلم زين الدّين بوعجّاجه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق