الأحد، 12 مارس 2017

زهرُ مرج البواطن

زهرُ مرج البواطن

 الفكرةُ , تُعمِيه وتَصُمُّه عمّن حوله ,تتغشاهُ 
تنزِعه نزْعا من عالمِه ثم في فيافيها وصحاريها ترميه ,       
يتيه حافيَ القدمين على صفيح التهاب كثبانِها
جفَّ الريقُ وتراقصت حورُ السراب تغمِزُه
لا خيار إلاّ الهرولة تُجاهها , قَرُبَ ولكن القُرْبَ يتباعد
تفانت ركبتاهُ وكساهُ الغثيان , دُوار ودُوار ..هذا ليس عالمي! 
     يسقط مغشيا عليه
...
يُنْتَزع ثانيةً من عالمِ الفكرة ليغوص بعالمِ حُلمٍ داخِلَهُ 
على حافة جُرفٍ هوى .. ظلَّ يتهاوى ويتهاوى لا حدّ للقاع
اِحساسٌ اغربُ من الغرابة
بمجاهدة داخلية: " سأُغادرُ هذا العالم بالاختيار سئمتُ الجبر على الترحال"
...
سحابةُ نورٍ تَلُفُّه وتقذفُ به ثالثةً في مرْجِ انوارِ البصيرة
بلغ المُرتجى ,لا يريد الرحيل الى عالمٍ أعمق , قد ملَّ المغامرة والتجوال
هنا ألوان زهر المرج تضاعفت وزِيدَتْ تِعداد الوانِ المُعتاد
يستسيغ هذي الألوان الجديدة بلذّة عجيبة دون ان يعرفَ لها اِسْمًا
عجيبٌ هذا المرج لا يُنبِت شجرا إلاّ واحدة في مركزه
عندها تتساوى المسافات في كل اتجاه الى اللامحدود
يركُن تحت ظلها والنسائمُ ترفرف على خديه
همسةُ هاتفٍ تدغدغ اذناه:
" أنا حارسة المرج التي انت تحتها تستظل , لا تفزعْ ,
اسمُك منقوشٌ على جذعي بكتاب الزوار المغامرين المسموحِ لهم بالولوج ,
وباقتُك من الزهرِ بألوانِ عالَمِك هُناك خُذها معك , 
وجَنْبَها باقةُ زهرٍ أخرى بألوان " مرج البواطن". 
...
يرنُّ هاتفُه النقال ,
باستفاقةٍ هادئةٍ من السِنَةِ , يعودُ إلى عالَمِهِ , يلتفتُ يُمنة ويُسرى بحثا عن "الزهور"
."لا شيء على الطاولة غير مسوّدة عنوانها " زهرُ مرج البواطن

====

بقلم زين الدين بوعجاجه





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق