الثلاثاء، 14 مارس 2017

قِفارُ الجُبّ

قِفارُ الجُبّ


نبتت أجسادُهم كُلُّهُم من ضيعة أبيهم " الشهيد " ,
الوارفةِ ظِلالُها , المُتدلِيّةِ قِطافُها والسارِحةِ أنعامُها في مُروجها ,
ولهم من كنوزها تحت ارضها ذهبًا وماسًا .
تدلّلُوا وتنعّمُوا فيها إخوةً بالعدلِ حينًا ...
لكنّ وباء قابيل سكن قُلوبَ البعض ,
وبإسنادِ رجيمٍ لمْ يقتلوا اِخوانَهم تأسِّيًا باِخوة يوسف
بلْ دبّرُوا بليلٍ حيلةً رميًا بالجُبِّ ,
ولكي يُسْتَدْرَجَ اليوسفيون نحو الجُبِّ كان الطُعمُ
شُوَيْهاتٍ عِجافٍ وسُنبلاتٍ يابساتٍ وحبيباتِ ذهبٍ مَشُوبةٍ
تمليكًا بجزيرة " قفارِ الجُبِّ " هم وأهلهم والبنين ,
في رحلة بلا عودة على متن قوارب ورقية تذوبُ عند مرافئ الوصول. 
...
...
في الضيعة , قطعانُ الغربانِ تحفِرُ السراديب لطمسِ اشباحِ المبعدين الى جزيرة القفار
علَّ قلوب آلِ قابيل ترقُّ وتحُنُّ فتأسفَ وتُرسِلَ بوارجَ الدِّلاءِ لإنقاذِ آل يوسف ...
هيهات .. هيهاتَ .. لم يعُدْ قابيلُ قابيلُ ,
ولم تعُدْ الغربانُ مُثُلاً للتدليلِ ,
رُحماكَ ربّي بآلِ يوسفَ بحّارةٌ سيّارةٌ تجيءُ
… 
ومن القِفارِ بِهم للضيعةِ أنْ عُودُوا 

ُ===

بقلم زين الدين بوعجاجه


الأحد، 12 مارس 2017

زهرُ مرج البواطن

زهرُ مرج البواطن

 الفكرةُ , تُعمِيه وتَصُمُّه عمّن حوله ,تتغشاهُ 
تنزِعه نزْعا من عالمِه ثم في فيافيها وصحاريها ترميه ,       
يتيه حافيَ القدمين على صفيح التهاب كثبانِها
جفَّ الريقُ وتراقصت حورُ السراب تغمِزُه
لا خيار إلاّ الهرولة تُجاهها , قَرُبَ ولكن القُرْبَ يتباعد
تفانت ركبتاهُ وكساهُ الغثيان , دُوار ودُوار ..هذا ليس عالمي! 
     يسقط مغشيا عليه
...
يُنْتَزع ثانيةً من عالمِ الفكرة ليغوص بعالمِ حُلمٍ داخِلَهُ 
على حافة جُرفٍ هوى .. ظلَّ يتهاوى ويتهاوى لا حدّ للقاع
اِحساسٌ اغربُ من الغرابة
بمجاهدة داخلية: " سأُغادرُ هذا العالم بالاختيار سئمتُ الجبر على الترحال"
...
سحابةُ نورٍ تَلُفُّه وتقذفُ به ثالثةً في مرْجِ انوارِ البصيرة
بلغ المُرتجى ,لا يريد الرحيل الى عالمٍ أعمق , قد ملَّ المغامرة والتجوال
هنا ألوان زهر المرج تضاعفت وزِيدَتْ تِعداد الوانِ المُعتاد
يستسيغ هذي الألوان الجديدة بلذّة عجيبة دون ان يعرفَ لها اِسْمًا
عجيبٌ هذا المرج لا يُنبِت شجرا إلاّ واحدة في مركزه
عندها تتساوى المسافات في كل اتجاه الى اللامحدود
يركُن تحت ظلها والنسائمُ ترفرف على خديه
همسةُ هاتفٍ تدغدغ اذناه:
" أنا حارسة المرج التي انت تحتها تستظل , لا تفزعْ ,
اسمُك منقوشٌ على جذعي بكتاب الزوار المغامرين المسموحِ لهم بالولوج ,
وباقتُك من الزهرِ بألوانِ عالَمِك هُناك خُذها معك , 
وجَنْبَها باقةُ زهرٍ أخرى بألوان " مرج البواطن". 
...
يرنُّ هاتفُه النقال ,
باستفاقةٍ هادئةٍ من السِنَةِ , يعودُ إلى عالَمِهِ , يلتفتُ يُمنة ويُسرى بحثا عن "الزهور"
."لا شيء على الطاولة غير مسوّدة عنوانها " زهرُ مرج البواطن

====

بقلم زين الدين بوعجاجه





السبت، 11 مارس 2017

صفقةٌ "صفعة "

"صفقةٌ "صفعة


  باعهُ مُقابلَ منصبٍ , فباعَهُ المشتري بدوره مُقابلَ مكسبٍ , فأمسى كلاهما  كـارٍ لِحيِّزٍ باعاهُ  كان يسمى "وطنا ". ! ـ
==   
بقلم زين الدين بوعجاجه   

الثلاثاء، 7 مارس 2017

رقص الزهور

رقص الزهور

في الخريف غرَسَ حروفا بلا حركات .
مع طلعة الربيع انبتت زهرا ابْكَمًا بلا حروف .
غير أنه يرقص بتمايلٍ مع ابسط هبّة نسيم .
اختفت الحروف وطفت الحركات .
صحيح فقد قالوا " إنّ العِرقَ دسّاس".

===
بقلم زين الدين بوعجاجه

الاثنين، 6 مارس 2017

دلْوُكَ دلى وفُوكَ ازْعج

دلْوُكَ دلى وفوكَ ازْعج""

ينام مِلْءَ الجفون بقارب غارق نصف المَلْءِ ..       
بِدَلْوِكَ دأْبًا تُفرِغُ رُبْعًا ..
 
وَعَوْنا باِلرّجاء طَلَبًا لِصَحْوِه وإِيّاكَ اَنْ يَدْلُو  
علَّ نِصْف الرُّبْعِ ما تبَقَّى أفْرَغَ
لكن هيهات لمّا صحَا .. عنك دلَّ  ..
 
ومِنْك اشتكى خَرْقا للقارب ثمّ بكى .. 

خُذُوه وعنّي اَبعِدُوه والنومَ عوِّدوه ودَرِّبُوه ..

==  
بقلم: زين الدين  بوعجاجه

السبت، 4 مارس 2017

جادَكَ الغيث

جادَكَ الغيث

   ومن قال ان الإسلام والعربية رموز تخلف؟
   حين تتفتق المُهجُ والقرائحُ في أنْدلسٍ
   نَظْمًا ونغْمًا بباحاتِ حمراء وأخواتها ..
   تُرفرف القلوبُ وتسكَرُ الآذانُ وتُسحَرُ الأبصار ..
   وتتوسّلُ الأرواحُ بارِئها انْ يمحوَ الزمن إلاّ زمن الأندلس ..
   وكأنّها قطعةٌ من حياةِ الأخرى نزلت كما هاروت وماروت ...
   ===
   ز بوعجاجه ..28/02/2017


الجمعة، 3 مارس 2017

تمثال سُكَّر

تمثال سُكَّر
   قِيــلَ نَدَرَ السُّكّرْ
   فَلِيَنْتُرْ السُّكَّرَ مَنْ يَنْتُرْ
   وَلِيَنْثُرْ كَانِزَ السُّكَّرِ مَا يَنْثُرْ
   قُلْنَا نَذَرُ السُّكَّرَ إِلَّا نَزْرَا
   لِدَرْءِ دَاءِ السُّكَّرْ
   فسَكِّرْ بَابَ عَيٍّ
   وَكَسِّرْ نَابَ غَيٍّ
   وَاكْوِي كَيَّ كَيٍّ
   وَاطْوِي طَيَّ طَيٍّ
   صَفْحَةً 
, يَوْمَ كَانَ السُّكَرُ سُكَّرْ
   فَاليَوْمَ مَا عَادَ السُّكَرُ إِلاَّ مُنْكَرْ
   وَبَابُ السُّكَرِ سَكَّرْ
   فالسُّكَرُ يَا هَذَا عَالَمُ سُكَّرْ
   فَمَا عُصِرَتْ فَاكِهَةٌ بِدُونِ سُكَّر
   وَمَا شُرِبَ شَايٌ وَلَا قَهْوَةٌ إِلَّا بِسُكَّرْ
   وَمَا رَبْرَبَ رَبْرَابٌ إِلاَّ بسُكَّرْ
   فَهَلاَّ أَقَمْتُمْ فِي كُلِّ حَيٍّ تِمْثَالَ سُكَّرٍ بسُكَّرْ
   رُبَّمَا لَوْ جَاءَكَ ضَيْفٌ وَقَهْوَتُكَ بِدُونِ سُكَّرْ
   فَانْحَتْ مِنْ تِمْثَالِ حَيِّكَ السُّكَرِ سُكَّرْ
   ثُمَّ سَكِّرْ قَهْوَتَكَ لِضَيْفِكَ
   وَمِنْ خَلْفِكَ بَابَكَ سَكِّرْ

   ===
   بقلم زين الدين بوعجاجه
(1)
(1)    تمثال سُكّر أقامته سيّدة ثريّة فرنسية عرفانا بِحُبّها لزوجها جنرالا في جيش نابليون مات غرقًا قرب سواحل ايرلندا في عام 1822 , هذا التمثال موجود الى اليوم في مدينة ساحلية " سانت ادراس " شمال فرنسا مطلّة على بحر المانش ,كان يُستخدم كمنارة للبحارة.